الزِّراعة

لتَزويدِ رُفوفِ التَّغذيةِ في الأسواقِ المَركَزيّةِ في أوربا والوِلاياتِ المتّحدة يُوائِمُ المُزارِعونَ بين الطَّبيعةِ والتِّقنيّةِ لتَعمَلا معًا، ويَستخدِمونَ الآلاتِ لحَرثِ الحُقولِ الشّاسِعةِ مِنَ القَمحِ وحَصادِها ويُسمِّدونَ بُيوتَ النَّبات المَحميّةِ المَليئةِ بالخَضراواتِ وبَساتينِ الفاكهةِ ويَسقُونَها ويُرَبّونَ الحَيَواناتِ داخِلَ المَباني لتَسمينِها بسرعةٍ. بفَضلِ هذه الزِّراعةِ المُكثَّفةِ يُطعِمُ المُزارِعونَ في الغَربِ عشرةَ أشخاصٍ من مِساحةٍ مِنَ الأَرضِ لم تَكُن تُطعِمُ إلّا شَخصًا واحِدًا ذاتَ مرّةٍ. لكنّ ما كلُّ المُزارِعينَ ذوو كَفاءةٍ إنتاجيّةٍ كهذه. مُلّاكُ القِطَع الصَّغيرةِ الجَبَليّةِ لا يَستَطيعونَ استِعمالَ الآلاتِ وبَدَلًا من ذلك يَرعَونَ حَيَواناتٍ قليلةً أو يَزرَعونَ الأَرضَ بأدواتٍ يدويّةٍ غيرِ فَعّالةٍ. والمُزارِعونَ في المَناطِقِ الجافّةِ مُضطَرّونَ إلى الاكتِفاءِ بمَحاصيلَ مُنخفِضةٍ أو يَختارونَ مَحاصيلَ أقَلَّ إنتاجيّةً تَتحمَّلُ التُّربةَ الجافّةَ. والمُزارِعونَ الذي لا يستَطيعونَ تَحمُّلَ نَفَقاتِ الآلاتِ والأسمدةِ يُضطَرّونَ إلى استِخدامِ طَرائقَ زِراعةٍ مُبدَّدةٍ لم تَتغيَّر على مَرِّ القُرونِ.