اليونان القديمة

كثيرٌ مِنَ الكَلِماتِ في اللُّغاتِ الأوربيّةِ وكثيرٌ من الأنصابِ (التَّماثيل والمُجَسَّمات والمَنحوتات) والأفكارِ ومَصادِرِ التَّرفيهِ جُذورُها في اليونانِ القديمةِ. منذُ حوالي 2.500 سنة، أقامَ اليونانيّونَ مُجتَمعًا أَصبَحَ أكثَرَ المُجتَمعاتِ تأثيرًا في العالَمِ. صَمَّمَ المُهندِسونَ المِعماريّونَ اليونانيّونَ أُسلوبًا مِعماريًّا لا يَزالُ يُقلَّدُ حتّى اليوم. كانَ المُفكِّرونَ اليونانيّونَ يسأَلونَ أسئلةً مُتفحِّصةً عنِ الحَياةِ ما زِلنا نَسألُها. يَقومُ المَسرَحُ العَصريُّ في أساسِهِ على مَسرَحيّاتٍ يونانيّةٍ قديمةٍ كانَت تُؤدّى في الهَواءِ الطَّلقِ منذُ آلافِ السِّنينَ. كما أَقامَ الإغريقُ أوّلَ ديموقراطيّةٍ في العالَمِ في أثينا. إلّا أنّ الأحرارَ المَولودينَ في أثينا فقط هم الذين كانَ يُسمَحُ لهم فِعلًا بأن يَكونَ لهم رأيٌ في الحُكمِ. المُجتمَعُ اليونانيُّ القديمُ مَرَّ بمَراحِلَ كثيرةٍ، من ضِمنِها «عَصرٌ ذَهَبيٌّ» بينَ حوالي 600 و 300 قبلَ الميلادِ، ازدَهَرتِ فيه الفُنون والثَّقافةُ. في النِّهايةِ هَزَمَ المَقدونيّونَ تلك الحَضارةَ أيّامَ حُكمِ فيليپ المَقدونيّ، لكنّها استَمَرَّت تحتَ حُكمِ ابنِهِ الإسكندرِ الأكبر، الذي نَشَرَ الثَّقافةَ والأفكارَ اليونانيّةَ في كلِّ أنحاءِ الشَّرقِ الأوسطِ وشَمالِ إفريقية.