الدُّروع

المُحارِبونَ القُدَماءَ سُرعانَ ما تَيقَّنوا أنّهم سيَنجَحونَ في المَعارِكِ إن استَطاعوا أن يَحموا أنفُسِهم من أعدائهم. لذلك صَنَعوا الدُّروعَ وهي لِباسٌ خاصٌّ قويٌّ لدرَجةٍ تَحولُ دون إيذاءِ سِلاحِ العَدوِّ لمَن يَلبَسُها. دُروعُ ما قبلَ التّاريخِ كانت بَسيطةً تُصنَعُ من الجِلدِ لكنّها قويّةٌ لدرَجةٍ تَقي من الرِّماحِ والسُّيوفِ البِدائيّةِ. وعندما أصبحتِ الأسلحةُ أكثرَ حِدّةً كانَ لا بُدَّ للدُّروعِ أيضًا أن تَتحسَّنَ. وقبل ألفِ سنةٍ استَخدَمتِ الإمبَراطوريّةُ الرُّومانيّةُ صانِعي دُروعٍ كان يَصنَعونَ دُروعًا مَعدِنيّةً مُمتازةً، لكن بعد سُقوطِ روما في القَرنِ الخامِسَ بَدأَ الحَدّادونَ غير المتَخصِّصينَ يَصنَعونَ الدُّروعَ فساءَتِ الجُودةُ. وفي القَرنِ الرابعَ عَشرَ اختَرَعَ صانِعو دُروعٍ متَخصِّصونَ دُروعًا صَفائحيّةً لكي تُقاوِمَ المَزاريقَ (الرِّماحَ ذواتِ النُّصولِ من الصُّلبِ) والسِّهامَ والسُّيوفَ. لكن حتّى أسمكَ الدُّروعِ لا تَستَطيعُ مُقاوَمةَ الطَّلقاتِ النّاريّةِ لذلك أصبحتِ الدُّروعُ أقلَّ نَفعًا عندما اختُرِعتِ الأسلِحةُ النّاريّةُ. واليوم لا أحدَ يَستعمِلُ الدُّروعَ التَّقليديّةَ لكنّ المُقاتِلينَ ما يَزالونَ يَستعمِلونَ مَلابِسَ واقيةَ مصنوعةً من الپلاستيك والمَعادِنِ القويّةِ.