الحياة البرّيّة في الجبال

سَلاسِلُ جِبالِ العالَمِ مَوطِنٌ لكلِّ أنواعِ الحَياةِ البرّيّة مِنَ الخَنافِسِ الصَّغيرةِ إلى الدِّبَبةِ الضَّخمةِ. المُنحدَراتُ الأَدنى مِنَ الجِبالِ كثيرًا ما تُغَطّيها الخُضرةُ الكَثيفةُ اليانعةُ وهي غنيّةٌ بالحَياةِ الحَيَوانيّةِ. في المَناطِقِ الأَعلى في الجِبالِ تَنخفِضُ الحَرارةُ وتَقِلُّ الحَياةُ البرّيّة. هنا الثَّدِييّاتُ ذواتُ فِراءٍ سَميكٍ يُمكِّنُها مِنَ الحَياةِ في البُرودةِ. في الأماكِنِ شَديدةِ الانحِدارِ بحيثُ يَتعذَّرُ التَّسلُّقُ على مُعظَمِ الحَيَواناتِ تَتَقافزُ الماعِزُ وظِباءُ الشَّمْواةِ واثِقةَ الخُطى في يُسرٍ على الصُّخورِ. بالقُربِ مِنَ القِمَمِ الرِّيحُ عاتيةٌ فلا تَستَطيعُ الطَّيرانَ إلّا الطُّيورُ القويّةُ مثلُ الكُوندور. في بعضِ النَّواحي العاصِفةِ، فَقَدتِ الحَشَراتُ أَجنِحَتَها خِلالَ تَطوُّرِها فأَجنِحتُها هنا عَديمةُ الفائدةِ لها. وتَعيشُ العَناكِبُ والحَشَراتُ عديمةُ الأَجنِحةِ أَعلى من أيّةِ مَخلوقاتٍ أُخرى. وكلّما تَسلَّقَت عاليًا تَنخفِضُ الحَرارةُ 6٫5 °س لكلّ 300 مِترٍ مِنَ الارتِفاعِ. فوقَ 2400 مترٍ تَنمو شُجَيراتٌ صَغيرةٌ مُعوَجّةٌ مُلتَويةٌ بفِعلِ الرِّياحِ الجَليديّةِ القارِسةِ. وعلى ارتِفاعٍ أَعلى حتّى من ذلك لا تَنبُتُ إلّا الحَزازُ والأُشنةُ أَو الحَزازُ الصَّخريُّ وعندَ القِمَمِ نَفسِها حيثُ لا يَعيشُ شيءٌ هناكَ ثَلجٌ وجَليدٌ دائمان.