الأنهار والأغطية الجليديّة

الثَّلجُ السّاقِطُ على قِمَمِ أعلى الجِبالِ لا يَذوبُ أبدًا فدَرَجةُ الحَرارةِ نادِرًا ما تَرتفِعُ فوقَ دَرَجةِ التَّجمُّدِ وتَساقُطاتٍ أُخرى مِنَ الثَّلجِ تَضغَطُ على الثَّلجِ الساقِطِ سابِقًا فتُحوِّلُهُ إلى جَليدٍ. ويَتراكَمُ غِطاءٌ سَميكٌ مِنَ الجَليدِ (يُسَمّى غِطاءً جَليديًّا أو صَفيحةً جَليديّةً) أو يَتجمَّعُ الثَّلجُ في التَّجاويفِ. ويَتدفَّقُ الثَّلجُ مِنَ التَّجاويفِ في أنهارٍ جَليديَّةٍ تَتحرَّكُ ببُطءٍ شَديدٍ (عادةً بأقلَّ من مترٍ يوميًّا إلى أسفَلِ، صوبَ المُنحدَراتِ السُّفلى حيثُ الجَوُّ أدفأُ وحيثُ تَذوبُ الأنهارُ الجَليديّةُ. إلّا أنّ الأنهارَ الجَليديّةَ في المِنطَقةِ القُطبيّةِ الشماليّة والقارّةِ المتجمِّدةِ الجنوبيّة (أنتاركْتِكا) لا تَذوبُ بل تتَدفَّقُ صوبَ البِحارِ وتَتكسَّرُ في جِبالٍ جَليديّةٍ طافيةٍ أو تُكوِّنُ أرصِفةً جَليديّةً طافيةً. كانَت غِطاءٌ جليديٌّ ضَخمٌ يُغطّي كثيرًا من أمريكا الشَّماليّةِ وأوربا منذُ مليون سنةٍ أثناءَ العَصرِ الجَليديِّ الأَخيرِ وعندما أَصبَحَ الطَّقسُ أدفأَ منذُ حوالي 000 10 سنةٍ ذابَ بعضُ الجَليدِ وتَقلَّصتِ الصَّفيحةُ الجَليديّةُ. ما من صَفائحَ جَليديّةٍ اليومَ إلّا في جرينلند والقارّة المتجمِّدة الجنوبيّة (أنتاركتِكا).