الحياة البرّيّة في المُحيطات

بَدأَتِ الحَياةُ في المُحيطاتِ منذُ ملايينِ السِّنين. وتُغَطّي المُحيطاتُ في الوَقتِ الحاضِر 71% من سَطحِ الأَرضِ وتُشكِّلُ مَواطِنَ لأعدادٍ لا تُحصى مِنَ الأسماكِ والأُخطُبوطاتِ وعُجولِ البَحرِ وحَيَواناتِ القِرشِ والمِدوساتِ (رِئاتُ البَحرِ). أَغنى أنحاءِ المُحيطاتِ بالحَياةِ البرّيّة شِعابُ المَرجانِ الضَّحلةُ الدّافئةُ حيثُ تَعيشُ أسماكُ المَلائكةِ والأسماكُ الفَراشاتِ بألوانِها الزّاهيةِ المُدهِشةِ. في المِياهِ الأَعمَقِ تَعيشُ الحيتانُ والدَّلافينُ وخَنازيرُ البَحرِ (نوعٌ مِنَ الحيتانِ الدُّلفينيّةِ). مُعظَمُ نَباتاتِ المُحيطِ وحَيَواناتِهِ تَعيشُ قريبًا من سَطحِ الماءِ حيثُ يَتسرَّبُ ضوءُ الشَّمسِ من خِلالِ سَطحِ الماءِ مُمكِّنًا النَّباتاتِ الدَّقيقةَ كالدِّياتوم مثلًا من الازدِهارِ. تَتغَذّى شَبَكةٌ مُعقَّدةٌ مِنَ الحَيَواناتِ الصَّغيرةِ بهذه الكائناتِ المِجهَريّةِ. كائناتُ البحرِ الكبيرةُ تأكُلُ كائناتِهِ الصَّغيرةَ وهكذا صُعودًا إلى أَعلى سِلسِلةِ الغِذاءِ حيثُ نَصِلُ إلى المُفترِساتِ الكَبيرةِ مثلِ القِرشِ. كثيرٌ من نَباتاتِ البَحرِ وحَيَواناتِهِ مُهدَّدةٌ اليومَ بالانقِراضِ إذ نُلقي الفَضَلاتِ الكيميائيّةَ في المُحيطاتِ وإذ تَتدفَّقُ الأسمِدةُ إلى المُحيطات مِنَ الأنهارِ وإذ نُفرِطُ في صَيدِ الأسماكِ بحيثُ نَشتَدُّ في مُنافَسةِ ثَديِيّاتِ البِحارِ آكِلةِ الأسماكِ مثلُ عُجولِ البَحرِ والدَّلافينِ على غِذائها.