غالب هلسا
غالب هلسا
كُرِّم الروائي غالب هلسا في موطنه الأصلي الذي عاش معظم حياته خارجه، فقد تبنّت جهات رسمية أردنية إعادة طبع أعماله الروائية الكاملة في ثلاثة مجلدات بعد طول منعٍ للكاتب. وصدرت أيضاً دراسة عنه بعنوان" غالب هلسا وبيبلوغرافيا مصادره الكتابية " للناقد نزيه أبو نضال، وكتاب " مرايا الحرية والإبداع في أعمال غالب الروائية" لحسن عليان. ورغم مرور أربعة عشر عاماً على غياب غالب هلسا، فإن إعادة الاعتبار لأعماله الأدبية يتنامى ويأخذ حيز الحضور الحقيقي الذي يليق به بصفته أديباً اعتبر من أجرأ الروائيين العرب على كشف أسراره الداخلية، وأكثرهم كسراَ للمحرمات. وتندرج في هذا السياق الندوات التي تنظمها رابطة الكتاب الأردنيين للاحتفاء به، إذ احتفت الرابطة به في 18كانون الأول /ديسمبر عام 2003 بمناسبة ذكرى ميلاده الحادية والسبعين، والرابعة عشرة لرحيله، فقد توفي في اليوم نفسه الذي ولد فيه ! وبمشاركة عربية متميزة. ولد غالب هلسا في قرية ماعين في 18 كانون الأول / ديسمبر عام 1932. وتلقى فيها دراسته الأولى. ثم في مادبا. وبعدها في مدرسة المطران بعمان. وتخرج عام 1949. وفي عام 1950 ذهب غالب إلى لبنان للدراسة في الجامعة الاميركية، وفيها انخرط في النشاط السياسي، فألقي القبض عليه بسبب اشتراكه في مظاهرة في طرابلس، وفي بيروت وهو يلصق أحد المنشورات ليلاً فسجن.ثم رجع بعد انتهاء دراسته إلى الأردن. وسُجن في الأردن في عمان، ثم في معتقل" الجفر ". وأُفرج عنه بعد سنة، ووُضع في الإقامة الجبرية. وفي عام 1954 درس الصحافة في الجامعة الأميركية في القاهرة. وفي عام 1956 عاد غالب إلى الأردن أثناء العطلة الصيفية، ولكنه هرب من ملاحقة الأمن له. وبقي في القاهرة حتى عام 1976، فسافر إلى بغداد. وخلال وجوده في القاهرة كان غالب ناشطاً في الحركة السياسية المصرية، وفي الحياة الثقافية فيها. وكان عضواً في اتحاد الادباء والصحافيين الفلسطينيين. وحمل غالب السلاح عام 1956 وشارك في معركة قناة السويس ضد ما سُمِّي " ىالعدوان الثلاثي". وانتقل نشاطه الثقافي والسياسي خلال السنوات 1976 - 1979 إلى بغداد، فعمل في مجلة الأقلام العراقية. وفي عام 1979 اضطر غالب بسبب المضايقات الأمنية إلى مغادرة بغداد إلى بيروت، وأقام فيها حتى العام 1982. وانتقل خلال الاجتياح الصهيوني لبيروت عام 1982 إلى الخنادق الأمامية مراسلاً إذاعياً. ثم رحل مع المقاتلين الفلسطينيين على ظهر باخرة إلى خارج لبنان. واستقر أخيراً في دمشق حتى توفي فيها عام 1989، وفي يوم مولده 18 كانون الأول / ديسمبر. كتب غالب هلسا الرواية والقصة القصيرة،والنقد الادبي. وبحث في التراث والفكر العربيين الإسلاميين. وترجم كتباً في علم الجمال.وله ثلاث مسرحيات مفقودة، قُّدِّمت واحدة منها في عرض تجريبي على المسرح القومي السوري. قرأ غالب بالعربية لتوفيق الحكيم والمازني وطه حسين والزيات،وبالإنجليزية لبعض المؤلفين الإنجليز والروس. وفاز في مسابقة قصصية في صباه. وتميز بسرعة اجتيازه للمراحل الدراسية. وتتطابق سيرةُ حياته وكتاباتُه، كاشتراكه في الدفاع عن مصر عام 1956؛ فهو يرى أن كل من كتب عن الحرب الأهلية الإسبانية،من أرنست همنغواي وأندريه مالرو وآخرين شارك فيها، في حين لم يشارك أي عربي في أي حدث سياسي مهم. ويرى من هذه الواقعة أن الإبداع يُكتب عن معايشة. وتشهد رواية "سلطانة" على هذا فشخصية " جريس " فيها، الطالب الذي يدرس في عمان الأربعينات ويعود إلى قريته في أيام الإجازة،هي شخصية غالب في رأي من عرفوه.
لقراءة كامل المقال يرجى الاتصال بالشخص المسؤول.
مقالات مرتبطة
محمود تيمور (1894-1973)
ولد محمود تيمور في القاهرة في السادس عشر من حزيران عام 1894، ونشأ في بيت شديد الولع بالأدب والعلم والثقافة والفن، فجدّه ...
اقرأ المزيدمحمد سرور الصبان(1898-1972)
هو محمد سرور الصبان رائد من رواد النهضة الأدبية الحديثة في المملكة العربية السعودية وراعيها، ومن رجال الأدب والسياسة ...
اقرأ المزيدزكي المحاسني(1909 - 1972)
زكي المحاسني أديب، وشاعر، وناقد، وباحث، ومربٍ، ومجمعي، وأستاذ جامعي.... ولد عام 1909 في دمشق، وتوفي والده شكري المحاس...
اقرأ المزيد