الكهوف

يَكمُنُ تحتَ سَطحِ الأَرضِ عالَمٌ سِرِّيٌّ. تَخترِقُ الكُهوفُ الصُّخورَ فتَنفتِحُ على حُجُراتٍ ضَخمةٍ تُزيِّنُها أعمِدةٌ رَشيقةٌ مِنَ الحَجَرِ. تَتلَوّى أنهارٌ تحتَ الأرضِ خِلالَ مَمَرّاتٍ عَميقةٍ وتَتكسَّرُ شَلّالاتٌ على بُحَيراتٍ مَدسوسةٍ. هذه الكُهوفُ عُمرُها آلافٌ عديدةٌ مِنَ السِّنينَ وتَكوَّنَت بفِعلِ إذابةِ الماءِ للصُّخورِ الجيريّةِ ببُطءٍ. لكن ليسَت كلُّ الكُهوفِ تحتَ الأَرضِ. الصُّخورُ المُطِلّةُ على البِحارِ تَحوي كُهوفًا نُحِتَت بفِعلِ المَوجِ. تَنشَأُ الكُهوفُ داخِلَ الأنهارِ الجَليديّةِ وداخِلَ اللّابةِ المُتجمِّدةِ حولَ البَراكينِ. الكُهوفُ أماكنُ رَطبةٌ ومُظلِمةٌ. بَعضُها لا يَسَعُ إلّا شَخصًا واحِدًا وأُخرى مِثلُ شَبكةِ الكُهوفِ في حَديقةِ ماموث كي الوَطَنيّة في الولاياتِ المتّحدة يَمتَدُّ لمِئاتِ الكيلومتراتِ. أحدُ أعمَقِ الكُهوفِ في فرنسا يَقَعُ على عمق 1،6 كيلومتر تقريبًا تحتَ الأرضِ. إنسانُ ما قبلَ التّاريخِ استَعمَلَ الكُهوفَ مَلجأً. يَحتَوي كَهْفُ لاسكو في فرنسا على لَوحاتٍ جِداريّةٍ وأدواتٍ قديمةٍ ربّما عُمرُها عُشرونَ ألفَ سنةٍ. حتّى اليومَ ما زال بعضُ السُّكّان يَعيشون في الكُهوفِ في أنحاءٍ من إفريقية وآسيا.