تلخيص المفتاح للخطيب القزويني
تلخيص المفتاح للخطيب القزويني
يعد كتاب التلخيص للقزويني من أهم المؤلفات البلاغية، حاول فيه صاحبه الخطيب القزويني (666-739هـ) تلخيص القسم الثالث من كتاب مفتاح العلوم للسكّاكي، ففاق في عمله كلَّ من لخّصوا الكتاب قبله وبعده. أما سبب تأليفه الكتاب فيقول فيه القزويني في مقدمته: "فلما كان علم البلاغة وتوابعها من أجلّ العلوم قدرًا، وأدقها سرًّا، إذ به تُعرَف دقائق العربية وأسرارها، وتُكشف عن وجوه الإعجاز في نظم القرآن أستارها، وكان القسم الثالث من مفتاح العلوم الذي صنّفه الفاضل العلامة أبو يعقوب يوسف السكاكي، أعظم ما صنف فيه من الكتب المشهورة نفعًا، لكونه أحسنها ترتيبًا، وأتمّها تحريرًا، وأكثرها للأصول جمعًا. ولكن كان غير مصون عن الحشو والتطويل والتعقيد، قابلاً للاختصار، مفتقرًا إلى الإيضاح والتجريد (أي تجريده عما فيه من حشو)، قال فيه صاحبه: ألَّفتُ مختصرًا يتضمن ما فيه من القواعد، ويشتمل على ما يُحتاج إليه من الأمثلة والشواهد، ولم آلُ جهدًا في تحقيقه وتهذيبه، ورتّبته ترتيبًا أقرب تناولاً من ترتيبه، ولم أبالغ في اختصار لفظه تقريبًا لتعاطيه، وطلبًا لتسهيل فهمه على طالبيه، وأضفتُ إلى ذلك فوائد عثرتُ في بعض كتب القوم عليها، وزوائدَ لم أظفر في كلام أحدٍ بالتصريح بها ولا الإشارة إليها، وسمّيته "تلخيص المفتاح". والحقّ أن مفتاح العلوم ما كان ليبلغ ما بلغه من اهتمام العلماء به، لولا إقدامُ جلال الدين القزويني على تلخيصه وكشف مخبوئه من كنوز الدرس البلاغي، ما جعله أهم مراحل التحول والاستقرار للنظرية البلاغية. فقد عمد الخطيب في كتابه إلى التصرّف، فحذف واستبقى وأضاف. فاستبعد تعقيد السكاكي وحشوه وتطويله، ووضّح غامضه، واستبدل ببعض مصطلحاته وتعريفاته مصطلحات أخرى أكثر وضوحًا ودقّة. كما عمد إلى الترتيب والإضافة، ممّا جعله أكثر وضوحًا وفائدة. كلّ ذلك في صياغة حسنة العبارة واضحة الدلالة. أي أن عمل القزويني كان تخليص الكتاب من الحشو والتطويل، ومن موضوعات كثيرة بعيدة عن الدائرة البلاغية، ولا سيّما موضوعات علم الاستدلال والعروض والقافية.. فإذا به يقف فقط على علوم البلاغة ووجوهها. وبذلك يكون القزويني قد أرسى قواعد علوم البلاغة ووجوه معالمها، مستفيداً من جميع الجهود العلمية التي سبقته. وهذا إن دلَّ على شيء، فإنما يدل على أصالة ما طُرح وقُدِّم من دراسات، من جهة، وعلى طواعية العربية وحسن تقبلها لأي جديد، من جهة ثانية، وعلى سعة الأفق العلمي، والملكات اللغوية، وعمق الحسّ البلاغي الجمالي لدى الخطيب القزويني، من جهة ثالثة. والكتاب مطبوع بعناية الأستاذ عبد الرحمن البرقوقي 1904، في 440 صفحة. وتعدّدت طبعاته فيما بعد. وهو يُقسم إلى مقدّمة في الفصاحة والبلاغة، وثلاثة فنون هي: علم المعاني، وعلم البيان وعلم البديع.
الفن الأول: علم المعاني، وفيه ثمانية أبواب: 1ـ أحوال الإسناد الخبري. 2ـ أحوال المسند إليه. 3ـ أحوال المسند. 4ـ أحوال متعلَّقات الفعل. 5ـ القصر. 6ـ الإنشاء. 7ـ الفصل والوصل. 8ـ الإيجاز والإطناب والمساواة.
الفن الثاني: علم البيان، وفيه: 1ـ التشبيه. 2. الحقيقة والمجاز. 3ـ الاستعارة. 4ـ الكناية.
الفن الثالث: علم البديع، وقد جعله في فصلين: الأول خاص بالمحسنات المعنوية ويتضمن كلاماً في ما يقرب من ثلاثين ضرباً بديعياً. والثاني خاص بالمحسنات اللفظية ويتضمن كلاماً في نحو خمسة عشر ضرباً بديعياً. وختم الكتاب بخاتمة في السرقات، أتبعها بفصل في المواضع التي ينبغي للمتكلم أن يتأنق فيها.
لقراءة كامل المقال يرجى الاتصال بالشخص المسؤول.
مقالات مرتبطة
كتاب أصول النقد الأدبي أحمد الشايب
يعد كتاب أصول النقد الأدبي للأستاذ أحمد الشايب (1896- 1976م). من أبرز كتبه وقد صدرت الطبعة الأولى منه سنة 1940، ويقع في...
اقرأ المزيدكتاب البديع لابن المعتز
كتاب البديع لعبد الله بن المعتزّ (247هـ/861م- 296هـ/908م) ، ويقع في 93 صفحة مذيَّلة بالفهارس. ألّفه ابن المعتزّ سنة 274...
اقرأ المزيدكتاب النقد الأدبي لأحمد أمين
كتاب النقد الأدبي لأحمد أمين (1886-1954م).من كتب النقد المعاصر المهمة وهو في الأصل محاضرات ألقاها على طلاب كلية الآداب م...
اقرأ المزيد